لا تتكلم خوفاُ أبداُ!

 

…  وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ.. ( أيوب25:3)

 

يعتقد الكثيرون خطأ،ً أن الله هو الذي سمح للشيطان أن يضرب أيوب ويجعله يعاني حتى يتضع. وهذا ليس صحيحاً! إن خوف أيوب هو سبب خرابه. فلقد خلق منبراً للشيطان ليدخل ويعبث في حياته عن طريق الإعراب عن خوفه. لقد كان أيوب رجلاً قد باركه الله جداً وحماه. ولقد علم الشيطان ذلك، في قوله “لَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ”. (أيوب10:1).

حتى هذه اللحظة، كان الشيطان يحاول أن يهاجم أيوب ووجد أن الرجل محصن تماماً من الله؛ إذ كان سياج من الحماية الروحية  حوله. فكيف اذاً قد حصل الشيطان على مدخلٍ من خلال هذا السياج ليهجم على أيوب؟ يعلن لنا الشاهد الإفتتاحي ما قد تم: لقد سمح أيوب لروح الخوف أن تمسك بقلبه! فبالرغم من حماية الله على حياته، والتي كان يدركها الشيطان أيضاً، لكن كانت مرثاة أيوب “لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ. لَمْ أَطْمَئِنَّ وَلَمْ أَسْكُنْ وَلَمْ أَسْتَرِحْ، وَقَدْ جَاءَ الزُّجْرُ”( أيوب25:3-26). ومن هنا قال الله للشيطان ” هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ …”(أيوب12:1).

إن مشكلة أيوب كانت خوفه، والخوف يعيق الإيمان. في الواقع، إن الخوف إيمان سلبي؛  إنه يظهرالإيمان في قدرة الخصم ليصُّب عليك أذاه. ووفقاً لكلمة الله، إن الله لا يغير كلامه. ولكن في اللحظة التي بدأ فيها أيوب يتكلم عن مخاوفه، كان يحفر ثغرات في سياج الحماية الذي قد بناه الله حوله. ويقول سفر الجامعة 8:10 “… مَنْ يَنْقُضْ جِدَارًا تَلْدَغْهُ حَيَّةٌ. لقد أودع أيوب ممتلكاته للشيطان من خلال زنا شفتيه – بأن تكلم وعمل الخوف.

فلا تتكلم أبداً خوفاً أو تعبر عن كلمات تعطي إيحاءاً بالخوف. واملأ دائماً قلبك بكلمة الله، “لأنه من فضلة (من فيض) القلب يتكلم الفم”. (متى 34:12) فعندما تملأ قلبك بكلمة الله، فبكل تأكيد سوف يتكلم فمك من غنى رصيد الكلمة التي في روحك.